* سيرة "أسمهان" ضربت ثلاث سير غيرها في مقتل.. ده طبعاً للأسف الشديد.. لأن الضحايا ليسوا بالأسماء الهينة: الزعيم جمال عبدالناصر وفضيلة الشيخ عبدالحليم محمود والدكاترة علي مبارك!!
الأسباب كثيرة وعديدة أقلها: ان البطولة النسائية غير الرجالية حيث تتمتع بجاذبية ربانية سواء أردنا أم لم نرد.. ولكن يجئ دور التناول أو ما نسميه بالمعالجة الدرامية.. الغريب أنها كلها لأساتذة كبار أنا شخصيا معجب بأعمالهم.. ولكن.. وآه من لكن هذه.. ان أعمال الخناشير أو سير الرجال العظام جاءت مباشرة تفتقد إلي الجاذبية منذ الحلقات الأولي لاضطرار مؤلفيها لاستعراض الكثير من المعلومات التاريخية التي يتطلبها توضيح المرحلة الزمنية.. بينما أسمهان لا يحتاج إلي هذه المعلومات نظراً لحضور وطغيان الشخصيات المعروفة ومعظمها فنية علي الأحداث.. وهذه أولي مصاعب ومشاكل السيرة الذاتية.. هل الحرص علي التواريخ وتقارير الأحداث واجب أم تفاديها أفضل؟! لذلك يظل الحل الأمثل هو في عرض معظم هذه الأعمال في الأوقات العادية حتي تبتعد عن الماراثون المتخم بالهرج والمرج لعشرات التسلسلات اليومية التي تحتاج إلي مائة شهر لا شهر واحد.. وفضيل كمان!!
* المقدمات الغنائية أو أغاني التترات التي طالما أشدنا بها في سنوات سابقة وبلغت قمتها في العام الماضي.. للأسف الشديد هبطت فجأة هذه السنة إلي الحضيض!! هل أصابهم الغرور؟ أم الثقة الزائدة في كل ما يكتبونه ويلحنونه ويغنونه؟!
من غير المعقول أن أسمع أغنية تقول: "يا ابن اللئيمة يا هيمة".. أو "الدنيا عايزة اللي يشتغلها.. عايزة المدقدق اللي يلاعبها ويجر شكلها".. وحتي تتر يحيي الفخراني الذي عرف عنه انه الأفضل جاء مباشرا. وكشف لنا مدحت صالح العمل كله حتي من قبل أن يبدأ وتتوالي علينا الحلقات!! يبقي تتر "الدالي" هو الأفضل حتي الآن لوائل جسار وهو طبعاً قديم من السنة اللي فاتت.. ولكنه مازال هو المؤثر والأكثر قوة وتعبيراً وبلاغة عن الحدث الدرامي!!
المباشرة.. بل والفجاجة كفيلان بالقضاء علي أي مجهود فني يبذل!!
* من بدري كده.. أستطيع أن أقول أن أحسن ممثل هو يحيي الفخراني الذي يستمتع بأداء الشخصية التي يلعبها فيمتعنا.. ينافسه نور الشريف الذي يلعبها بخبرة أخري!.. وأحسن ممثلة مازالت يسرا الموجوعة بالقضية التي تتناولها.. وتنافسها بشدة سولاف فواخرجي المحظوظة بدور عمرها. والذي أري انها تمسك بتلابيب الشخصية بمهارة.. وبايديها وسنانها كمان.. وقد تفوق يسرا إذا تصاعد أداؤها أكثر في الحلقات القادمة!!
* علي مستوي الشباب.. مازلت مندهشا مما يفعله كل من: شريف منير وأحمد رزق ومجدي كامل ومصطفي شعبان وخالد صالح وغادة عادل وهند صبري.. الذين افتقدوا إلي سحر السينما وقدراتهم الفائقة فيها.. فهل الدراما التليفزيونية تعلمهم المبالغة.. أم طول الحلقات يصيبهم بعدوي اللت والعجن حتي في تطور الشخصية.. مسألة فعلاً محيرة!!
الجمهورية 12 سبتمبر 2008